ذكريات سائق شاحنة
القصة العاشرة ( 10 )
السائق وصديقه المهرب
وصلت فجراٌٌ، بعد تفريغ شاحنتي ( بمنطقة التاجي ) بالعراق، الى الحدود العراقية ( طريبيل ) الاردنيه، أوقفت شاحنتي على السرى ( الدور )، للتفتيش لمغادرة العراق..
وجاءت صدفة إنني توقفت خلف شاحنة صديقي لي، أسمه ( احمد ) نزلت من السيارة، لكي أتوضأ، وأصلي الفجر، فشاهدت صديقي وهو يصلي بجانب شاحنتة..
توضأت، وصليت الفجر سنة وفرضاً ..ونظرت الى صديقي، فرأيته ما زال يصلي، ولم يفرغ من صلاته، رغم إنني قد بدأت الصلاه بعده..
فتوجهت الى مطبخ الشاحنه، لكي أدعوه ليحتسي القهوة عندي، بعد إنتهائه من الصلاة ...ولكنه أطال وقت صلاته، وجعلني أقول ما قصته، أصبحت اكلم نفسي..
وأقول صدقني يا ( ناجح ) معه تهريبة ( اي يريد ان يهرب بضاعة من العراق الى الأردن ).. وكانت مسارب التفتيش بالجمرك العراقي، حوالي أربعة أو خمس مسارب، كل مسرب له موظف مسؤول عن تفتيش السيارات، يسمى ( مفتش جمارك )..
وكان امام شاحنة صديقي، حوالي عشرة شاحنات ..إنتهي من صلاته، وناديت عليه وتصافحنا.. قلت له ما قصتك يا ( احمد )، صلاتك طالت هل معك شئ تريد تهريبه ..
فقال: والله يا ( ناجح ) لا أخفيك مهرب بلفات هواء للشاحنات ..وقد سمعت ان الجمارك العراقية، قد بدولوا كل مفتشين الجمارك، الذين هم مؤلوفين عندنا، وهؤلاء الجدد يدققوا كثيراً بالتفتيش ..
قلت: له لقد توقعت ذلك، لان صلاتك طالت، وانت تدعو الله أن لا يكتشفوها، فضحكنا سوياً ..وبعد ساعة بدأ الدوام، وجاء المفتشين لخروج السيارات وتفتيشها، وبالفعل كانوا يدققوا كثيراً بالتفتيش ..
وأنا الاحظ صديقي من بعيد، وهو يتمتم ويدعو الله أن لا تكتشف التهريبه وسبحان الله سامع الدعاء، عندما وصل السرى (الدور ) عنده، إختفى المفتش..
وسألنا عنه قالوا لنا المفتشين عن المسارب الأخرى ذهب ليرى ماذا يريد المدير ..وبعد أقل من عشرة دقائق، جاء مفتش غيره، ليفتش السيارات بمسربنا ..
قال: لصديقي هذه سيارتك؟ قال: نعم وكتب رقم سيارته على كرت الخروج واعطاه اياه
وسبحان الله،لم يفتش سيارة صاحبي،وبسرعة البرق ذهب لختم جواز سفره للخروج ..وبعده جاء دوري بالتفتيش، وأعطاني المفتش أيضا كرت الخروج، بعد تسجيل رقم شاحنتي عليه ..
تقابلنا انا وصديقي عند الحدود الاردنيه ( الرويشد )..فقال لي هل رأيت ياصديقي، الدعاء والصلاة ماذا فعلت ..
قلت: له لو رأيت نفسك كم كنت خائفاً، لحلفت مليون يمين انك لن تفعلها مرة أخرى ..وقال لي من قال لك انني لم أحلف.. لقد وعدت الله انه إذا سهل أمري، ولم يكتشفوني إنني لن أفعلها مرة ثانية ..
والحمد لله رب العالمين ..فضحكنا سوياً بصوت عالي ..
ودمتم سالمين
أخوكم ناجح سلهب التميمي
 السائق وصديقه المهرب وصلت فجراٌٌ، بعد تفريغ شاحنتي ( بمنطقة التاج ي ) بالعراق، الى الحدود العراقي…){kind=link}
تعليقات
إرسال تعليق
( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )
ليكن لك بصمه إترك تعليق وشاركنا برأيك يهمني تعليقاتكم اخوكم في الله ناجح سلهب التميمي بارك الله بكم